الفئران تميز بين اللغات
قال باحثون في اسبانيا ان الفئران يمكنها الاستعانة بايقاع اللغات البشرية للتمييز بين اللغتين الهولندية واليابانية. وقال الباحثون ان دراستهم تشير الى ان حيوانات وبخاصة الثدييات اكتسبت مهارات تؤكد استخدام اللغة والتعامل بها بوقت طويل قبل تطور اللغة ذاتها .
وقال الباحثون في تقرير لهم نشر في دورية / علم النفس التجريبي.. عمليات السلوك الحيواني / التي تصدرها جمعية علم النفس الاميركية تتماثل هذه النتائج بشكل كبير مع البيانات المتوفرة عن بالغين وحديثي الولادة من بني البشر وبعض انواع من القرود . واعتمدت الدراسة على اختبارات اجراها عالم الاعصاب خوان تورو وزملاء له في حديقة حيوان برشلونة العلمية على 64 فأرا" بالغا". , واستعان الباحثون باللغتين الهولندية واليابانية لانهما استخدمتا من قبل في اختبارات مماثلة ولتباينهما الشديد في استخدام المفردات والايقاع والتركيب, ودربت الفئران على الاستجابة للغة الهولندية او اليابانية مع تحفيز هذه الاستجابة عن طريق الطعام , وبعد ذلك قسمت الفئران الى اربع مجموعات احداها سمعت اللغتين يتحدث بهما متحدث اصلي والثانية سمعت حديثا مركبا" والثالثة سمعت جملا" من اللغتين ينطق بها اشخاص مختلفون والرابعة سمعت تسجيلا" عكسيا" من اللغتين , ولم تظهر الفئران التي كوفئت لاستجابتها للغة اليابانية استجابة للغة الهولندية كما ان الفئران التي دربت على التعرف على اللغة الهولندية لم تستجب للغة اليابانية المنطوقة , كما لم تفرق الفئران بين اللغتين عند تشغيل تسجيل عكسي لهما.
وذكر الباحثون في تقريرهم : " اظهرت النتائج ان الفئران يمكنها التمييز بين الجمل العادية عندما ينطق بها متحدث واحد وليست عندما يلتفظ بها اشخاص مختلفون ولا يمكنها التمييز بين اللغات عندما يتحدث بها اشخاص مختلفون " .
واضاف الباحثون ان الاطفال حديثي الولادة لديهم المشكلة نفسها رغم ان قرود / الطمارين / يمكن ان تفرق بين اللغات بسهولة حتى لو تحدث بها اشخاص مختلفون , وهذه القرود موطنها اميركا الجنوبية وهي صغيرة الحجم وطويلة الذيل.
وقال تورو في بيان كان من اللافت للنظر اكتشاف ان الفئران يمكنها التعرف على معلومات بعينها تبدو ذات اهمية في التطور اللغوي لدى البشر , وتابع قوله ان الدراسة تظهر اي القدرات اللغوية لدى البشر تتقاسمها حيوانات والاخرى التي ينفرد بها الانسان. كما انها تشير الى اي نوع من دلالات التطور يمكن ان تنطوي عليها اللغة.