السلام عليكم
جبتلكم قصة كتبتها ونشرتها في عدة منتدايات منها الرحال والمجنون وفلسطين المستقبل
إنشاء لله تنال على إعجابكم
كانت هناك عائلة تتكون من الزوج والزوجة ، عاشا معا خمسة سنوات في ارض القدس الطاهرة ، راجين من الله عز وجل ان يفرج صبرهم بولد ينمي حلمهم ، ويرفع اسمهم ، ويحمل كبرهم....
وهنا استجاب الله دعائهم ورزقهم بطفلين ، وكانا ذكور فغمرت السعادة ارواح الوالدين حامدين وشاكرين الله تعالى على مباركته وعطائه لهم اجمل كنوز الدنيا......
وبعد مرور تسعة اشهر انجبت الام الطفلين وأطلق اسم محمد على الطفل الاول ، واسم أحمد على الطفل الثاني ، ومضت الساعات ، والأيام ، والسنوات على الشقيقان محمد واحمد كروح واحدة في جسدين حتى اصبح عمرهما يطابق السابعة عشر وما كان شيء يفرقهم سوى الهواية حيث كانت هواية محمد رسم أحداث فلسطين وهواية احمد كتابة الشعر....
وفي يوم الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك ، كانا جالسان على طرف الطريق بجانب بيتهم يرسمون معا حلمهم لمستقبل غامض على ارض القدس الشريفة ، ويتناولون في مخيلتهم اجمل الكلام وأعذب الضحكات البريئة..
ولكن.............!!!!!
هل ستطول هذه الاحلام وتتحقق؟؟؟؟
هل ستبقى الضحكة مرسومة على ثغرهما؟؟؟؟؟
وهم يعومون في الضحك واللعب نهضا مذعورين ، واقفين على صوت رصاص العدو السافل تنهش احلامهم ، حلم تلو الآخر، وتخرس نبضات ضحكاتهم وهم ينظرون الى الناس الخائفة كقطيع الغزلان الهاربة من عدوِ كاسر، وتصرخ بأعلى صوتها ولكنها غير مسموعة.... متجهين إلى بيوتهم أو إلى اقرب مكان ليؤويهم الى ان تدق ساعة الحرية فكانت هذه هي الفزعة الأخيرة التي شهداها الأخوان معا................
وبعد مرور نصف من الساعة ،أحاطت المدينه غيمة من السكون الرهيبة التي عمّت على اجواء المدينة
فعندما حان موعد صلاة الظهر اتجهوا الناس ومن بينهم محمد واحمد وأباهم الى المسجد الأقصى لإتمام صلاة يوم الجمعة فيه ، فعند وصولهم ، أقام الإمام الصلاة بهم.
وهم خاشعين في الركعة الثالثة دخل الصهاينة أرض المسجد الأقصى ودنسوها بأقدامهم النجسة : هم وكلابهم التي تشبههم وأصبحوا يضايقون المصلون في الكلام عبر مكبرات الصوت ، ويهددونهم بالانصراف ،
ولكن ما أثار الغضب عند أعداء الدين هو أن لا جدوى من نباحهم وكلامهم وانه لم ولن يهز شعرة صغيرة في أجساد المصلين...
فكانت هذه هي بداية النهاية، فدخلوا إلى المسجد محصنين أنفسهم بالأسلحة القذرة فأطلقوا النار عليهم بشكل عشوائي فمنهم من دقت ساعة الموت عليه ومنهم من لم تدق فقام أبا محمد من هول المنظر تحت زخات الرصاص العاتية بضم أبنائه بين ذراعيه لحمايتهم
ولكن......!! وقعت الواقعة، ودخلت الرصاصة من بين ذراعيه فأصابت برأس ابنه محمد وسال دمه مع دماء المصلين الطاهرة على الارض المباركة وامتزج بصوت الصراخ والعويل من هول هذا المنظر المنكوب، وكان محمد الذي يبلغ من العمر السابع عشر عاما أصغر الشهداء.... ولم يكتفوا بإطلاق الرصاص بل عملوا على منع دخول سيارات الإسعاف لإنقاذهم وتركوا الدماء تنزف لتروي هذه الأرض المباركة العطشى........ وأنني إذ أقف عند الكلمات أو العبارات التي تصف هذا الحدث فوالله لعجز القلم عن التعبير!!
كيف لنا أن نكتب بالقلم وأعداؤنا يكتبون مستقبلنا بدمائنا.......دم المسلمون المقدس الذي أصبح في نظرهم شيء تافه لا قيمة له....
وفي هذا اليوم الصاخب تعانقت أجواء المدينة مع الحزن والغضب الشديد وبعد فوات الأوان قاموا الجنود الأنذال برمي الجثث الطاهرة بأقدامهم النجسة على ساحة المسجد وقاموا المنقذون بإنقاذ الجرحى والمصابين ونقلهم الى اقرب مركز طبي..... أما الشهداء فقاموا الناس بأخذهم ودفنهم بأرض الطهارة (القدس) وشتان بين هذا المزيج من الحزن والغضب والقهر العميق وبين مزيج الدماء وشظايا الرصاص والصواريخ....
فإلى متى ستبقى القدس ميناء ترسي عليها جثث المسلمون والأبرياء؟؟؟؟.
وتعاهد احمد بأن يثأر للقدس لدم أخيه محمد ولباقي الشهداء الأبرياء حيث شهدت ارض القدس وكل بني آدم يسكن عليها بتشييع جثمانهم ودفنهم بمقبرة الشهداء..
ولكن المأساة ما زالت تتدفق في أوردة القدس الشريفة وما تزال ، لطالما لم تتحر من ايدي الجبناء.
ونيران الثأر في نفوس العرب لم تخمد ولن تخمد حتى ينتقمون لتراب الأقصى.
وانتهى الحدث بالبكاء على أضرحة الشهداء
ولكنه بدأ في قلب أسرة محمد (أباه المحطم وقلب أمه الميتم وروح أخاه المنزوعة ورسوماته وذكرياته التي شهدها كل ركن من أركان هذا البيت) وكان من قول أحمد :"
ذهبوا من أجلك يا قدس *** ساروا متجهين للصلاة خلف الأسوار
أطلق العدو عليهم النار التي *** شهد لها العالم من صعقة الانفجار
فيا عرب لا تنسوا ما صار *** فمحمد ذهب كباقي الأبطال
ويا صلاح الدين تقدم فالقدس *** بحاجة لك ولموعد الانتصار
كن مطمأنا يا أخي سأثر لدمك *** غدا بإذن الواحد الأحد الجبار
وقفوا منصيتن خاشعين يتعبدون *** رب رمية إذ هم جثث لايتحركون
محمد بالنفوس لن يمت مع انه *** ذهب وراح برمشة من العيون
ليتني أقف على أسوارك يا قدس *** لأصرخ ويسمع صراخي عز الدين
فالقدس بحاجة لك يا خالد بن الوليد *** ولكل الأبطال الميامين
والآن إلى متى...؟؟
وفي النهاية يبقى السؤال عالقا .... إلى متى؟؟؟
إلى متى ستبقى هذه الأمة في سباتها العميق ؟؟؟
لقد سرقوا حضارتنا ومجدنا ودنسوا أرضنا .... وها هم لا ينامون ، وهم يخططون للسيطرة على أرضنا ودفن كل ذكرى عربية مسلمة شهدتها ارض فلسطين وخاصة ارض المجد (القدس الشريفة).....
ونحن إذا عرفنا الإجابة ... حينئذ سنكتشف الطريق.....
يا قدس يا كوكبا دريا حياك الله رب السماء فليتك تسمعي...
إن لم أهدك قلبي.. روحي.. دمي..
فبخنجري سأقتل قلبي بين أضلعي........
إنشاء الله تنال على إعجابكم